أنزلت هذه السورة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في أوسط أيّام التشريق، فعرف من نزولها عليه، بأنّها الوداع، ثم قام في الناس، وخطب خطبة الوداع، وسبب نزولها أنّ الله أمر الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بالتسبيح والاستغفار إذا ما رأى علامة النصر؛ وهي دخول الناس إلى الإسلام جماعات جماعات نزلت سورة النصر على النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق عودته من غزوة حنين لزفّ البشرى له وللمسلمين باقتراب موعد النصر وحصول الفتح والمقصود بالفتح بإجماع علماء المسلمين بأنّه فتح مكة حيث كانت القبائل العربية مترددةً في الدخول في الإسلام بسبب موقف قريشٍ من النبي؛ فكانوا يقولون:"إن ظهر على قومه فهو نبيٌّ"، وعندما فُتحت مكة توالى وفود القبائل العربية على المدينة معلنةً دخولها في الإسلام ومنضويةً تحت رايته
للمزيد
( سورة النصر مدنية، وآياتها ٣ آيات، نزلت بعد سورة التوبة )
ومع قصرها فإنها حملت البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله والفتح، ودخول الناس في دين الله أفواجا، ثم طلبت منه التسبيح والحمد والاستغفار.
إذا جاء نصر الله والفتح. وأظهرك على أعدائه، وفتح لك مكة. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فوجا بعد فوج. فنزه ربك حامدا إياه على ما أولاك من النعم والمنن، واستغفر الله لحظة الانتصار من الزهو والغرور والتقصير، إنه كان ولم يزل توابا كثير القبول للتوبة، يحب التوابين ويحب المتطهرين
١- إذا جاء نصر الله والفتح
إذا كثر نصرك على العباد، وفتح الله لك البلاد، وفتحت مكة أم القرى.
٢- ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا
كان الناس يدخلون في الإسلام أفرادا، فلما فتحت مكة ودخل أهلها في الإسلام، وخضعت أم القرى، جاء الناس أفواجا وجماعات للدخول في دين الله تعالى، وهو الإسلام
٣- فسبّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
عند مجيء النصر والفتح والغلبة، ينبغي أن تشكر الله تعالى وتلجأ إليه ذاكرا شاكرا، مستغفرا تائبا، متجردا من الغرور أو الإعجاب بالنصر.
فالنصر نصر الله، والدين دين الله، وأنت عبد الله ورسوله، فعليك بذكره وتسبيحه واستغفاره، ولما نزلت هذه السورة كان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده :( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي )